لك يا رمضان قدسية ربانية تفردت بها بين الشهور لأنك الشهر الذي نزل فيه القرآن ليضيء الكون بمعطيات التوحيد والعدل الإلهي.
وفيك ليلة القدر خير من الف شهر وفيك تتنزل الرحمات والبركات على المؤمنين فتطهر القلوب المؤمنة من البغضاء والكراهية والحقد والحسد والكبرياء والظلم وتغمرها بمشاعر التسامح والمحبة والصفاء والبر والتقى.
وفيك شفاء للنفوس من أمراضها وعللها لأنك تفتح آفاقا من الأمل فتشعر النفوس المؤمنة بأنها تعيش في رحاب الله تعالى فتغمرها السعادة والطمأنينة كما قال تعالى: (إن الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد آية 28.
وفيك تكتسب الأبدان الصحة والعافية كما في قوله تعالى: (وأن تصموا خير لكم إن كنتم تعلمون) البقرة آية 184، وقول الرسول الكريم: (صوموا تصحوا) .
وتوضح نتائج الدراسات الاجتماعية والنفسية أن الإيمان بالله تعالى يقي النفس البشرية من الاكتئاب والوسواس واليأس ودوافع الانتحار وتبين تلك الدراسات حقيقة أن الميول الانتحارية تتضاءل بتأثير الأيمان بالله.
وأن النسبة الغالبة من المنتحرين هم من غير المؤمنين، وقد أثبتت نتائج بحوث علم الجريمة أن المجرمين لا يقدمون على جرائمهم لو كانت قلوبهم تتبطن الإيمان بالله، ويأتي رمضان الكريم ليعزز مشاعر الإيمان والتقى في قلوب المؤمنين ويطرد بقوة الوازع الديني وساوس الشيطان ودوافع الشر.
في مراجعتي للطبيب بمستشفى بأمريكا التقيت بمريض امريكي يهودي لا يعرف معتقدي كان يتعالج من مرض باطني شديد منذ مدة وانه تماثل للشفاء بعد تطبيقه نصيحة الطبيب فسألته عنها فأفاد بان الطبيب وهو مسيحي نصحه ان يصوم شهرا كاملا كما يصوم المسلمون لعدم استفادته من العقاقير الكثيرة.
ذهب المريض الى امام مسجد ليعرف صيام المسلمين فأفاده بأوقات الصيام دون شرب او اكل فصام شهرا وشعر بتحسن واضح في صحته وجاء لمراجعة الطبيب الذي أفاده بعد الكشف بالمنظار بأن الالتهابات التي يشكو منها لم يبق منها سوى القليل ومع الاستمرار في الصيام سيتم شفاؤه، وقد أجمع الأطباء في الغرب والشرق على أن الصيام علاج للأمراض المعوية
الكاتب: د. علي عبدالعزيز العبدالقادر
المصدر: صحيفة اليوم